مهاجرو هايتي يخشون تصاعد العنف العنصري في أوهايو
مهاجرو هايتي يخشون تصاعد العنف العنصري في أوهايو
بعد هروبهم من جحيم العصابات في هايتي واستقرارهم في مدينة سبرينغفيلد بولاية أوهايو الأمريكية، بات العديد من المهاجرين الهايتيين يخشون على سلامتهم نتيجة تزايد التهديدات العنصرية.
هذه المخاوف ازدادت عقب تصريحات غير مسؤولة أدلى بها المرشح الرئاسي دونالد ترامب، موجهًا اتهامات لا أساس لها من الصحة، زاعمًا أن المهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة.
في سبرينغفيلد، وهي مدينة صغيرة، شهدت الأيام الأخيرة حالة من التوتر، حيث تم إخلاء مقر البلدية وبعض المدارس بعد تلقي تهديدات بوجود قنابل، وتزايدت التهديدات ضد الهايتيين المقيمين هناك وفق وكالة فرانس برس.
تصاعد المخاوف
رومان بيير، مدير أحد المطاعم التي تقدم المأكولات الهايتية، اضطر لإغلاق مطعمه مبكرًا الخميس الماضي، خوفًا على سلامة موظفيه من العودة إلى منازلهم في وقت متأخر.
وأوضح بيير أن عددًا من المهاجرين الهايتيين قد غادروا المدينة بالفعل، فيما يعتزم آخرون القيام بالمثل.
تزايدت الاتهامات العنصرية مؤخرًا، خصوصًا من جانب بعض الجمهوريين وعلى رأسهم ترامب، حيث اتهم المهاجرين بالقيام بـ"غزو" المدينة، وزعم أنهم يأكلون الكلاب والقطط. إلا أن الشرطة المحلية نفت هذه الادعاءات، كما فندتها العديد من وسائل الإعلام.

واقع مؤلم
وفي ظل هذا التصعيد، أكد مدير أحد النزل التي يقيم فيها مهاجرون هايتيون أن النزل تعرض لتهديدات دفعت السلطات الفيدرالية لفتح تحقيق في الأمر.
وأعرب عن أسفه العميق لهذه التطورات التي تزرع الرعب في نفوس الناس، معتبرًا أن هذه التهديدات هي نتيجة "أجندة سياسية" تسعى لاستغلال مخاوف الهجرة غير الشرعية.
الهجرة والنهضة الاقتصادية
ورغم التوترات، ساهمت الهجرة في انتعاش اقتصادي ملحوظ في سبرينغفيلد التي كانت تعاني من تراجع ديموغرافي.
استقطبت المدينة بين 10 آلاف و15 ألف مهاجر هايتي، بحثًا عن فرص عمل جديدة.
ومع ذلك، لم تكن هناك سياسات كافية لمعالجة التحديات المرتبطة بالنمو السكاني، مثل الفقر ونقص الخدمات.
يقول ويس بابيان، القس السابق في إحدى الكنائس المحلية، إن التوترات حول السكن والخدمات العامة أدت إلى تفاقم العنصرية، حيث أصبحت الشكاوى تأخذ طابعًا عنصريًا بشكل متزايد.

تحديات المهاجرين
تواجه العديد من العائلات الهايتية تحديات كبيرة في حياتهم اليومية. فبينما يتمتع بعضهم بوضع قانوني مستقر أو يستفيدون من برامج الحماية المؤقتة، يعاني آخرون من شائعات مغلوطة تفيد بأنهم وصلوا إلى المدينة على متن حافلات استأجرتها الحكومة ويعتمدون على مساعدات الدولة.
آمال وطموحات
رغم التهديدات المستمرة، هناك من يصر على البقاء… فيلومين فيلوستين، التي حصلت على الجنسية الأمريكية، فتحت متجرًا لبيع المنتجات الهايتية في المدينة.
من ناحية أخرى، يواجه فريتز وعائلته صعوبات كبيرة بعد وصولهم إلى الولايات المتحدة قبل خمسة أشهر. يعيشون الآن مع صديق، ويعمل فريتز في مصنع، لكن راتبه لا يكفي لسداد احتياجاتهم الأساسية.
بالنسبة لدانييل، أحد المقيمين منذ أربع سنوات في سبرينغفيلد، فإن "التهديد حقيقي"، ولكنه يؤمن بأنه يأتي من "أقلية صغيرة" تروج لخطاب الكراهية.. ويعتمد دانييل على الدعم الذي يتلقاه من بعض السكان المحليين الذين يساندونه.
ويختتم ويليام طومسون، أحد المحاربين القدامى في حرب فيتنام، حديثه قائلًا: "الولايات المتحدة أرض الحرية، وللمهاجرين الهايتيين الحق في القدوم إلى هنا ليعيشوا بحرية". لكنه يضيف بابتسامة حذرة أن "الأسلحة في الداخل جاهزة إذا خرجت الأمور عن السيطرة".